لماذا لا نواجه أنفسنا !؟
تكاثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الابتزاز، خصوصاً ابتزاز الفتيات عن طريق الصور الملتقطة بالجوالات ويسهل نشرها وتوزيعها على نطاق واسع على الجوالات وأجهزة الكمبيوتر، ولا تكاد تخلو صفحات الحوادث بصحفنا المحلية من حادثة من هذا النوع. ضحايا هذا الابتزاز يدفعن ثمناً باهظاً لهفوة صغيرة تعطل فيه العقل وغاب الرقيبان، الداخلي/ الضمير، والخارجي/ الأسرة، والثمن غالباً ما يتراوح بين شرفها الذي استهانت به لحظة غفلة، وبين مبالغ طائلة، وقد قرأنا في الصحف حادثة قام فيها أحدهم بابتزاز معلمة على مدى أكثر من عشر سنوات دفعت له خلالها أكثر من مائة ألف ريال، اشترت بها سكوته صوناً لعرضها وسمعتها.
المشكلة أن أغلب الكتاب والمعلقين من مختلف الاتجاهات والمستويات حين يتناولون هذا النوع من الجرائم يلقون بثقلهم على الرجل الذي قام بابتزاز الفتاة، أما إذا كان هذا المجرم «وافداً» فإن الحملة تتسع لتتجاوزه كحالة فردية لتشمل كل الوافدين وتطال اللعنة نظامنا الاجتماعي الذي يسمح بوجود هذا الطوفان من العمالة الذي يكاد يغرق البلد.
هذه التغييرات ما لم تراقب بوعي وبعين يقظة ستترك آثاراً سلبية، وما لم تتم معالجتها والتحوط لها بإجراءات وقائية ستصبح جزءاً من نسيج مجتمعنا، يصعب اقتلاعها أو مكافحة مردوداتها مستقبلاً.
وأغرب ما قرأت، تحقيق صحفي، يتحدث عن مخاطر عمالة توصيل الطلبات إلى المنازل، وقد بدأ التحقيق بإيراد حادثة حبل فتاة ولدت في أحد المستشفيات، اتضح بعد التحقيق أن والد المولودة «عامل تركي» يعمل في إحدى المطاعم (ديليفري).
التحقيق، شأن كل المقاربات والمعالجات الصحفية لهذا النوع من الجرائم ركز على خطر العمالة الوافدة، وتحدث عن خطر التحرش الواقف على أبواب الأسر، دون أن يحاول طرح السؤال البديهي: لماذا هذه الأبواب مشرعة هكذا؟ ولماذا لا يوجد داخل هذه البيوت رقيب أو حسيب؟ أين الوالد والوالدة وبقية أفراد الأسرة من رجال ونساء؟
لا يوجد تعليقات